الأربعاء، 15 مايو 2013

أرادوا إخفاء مرقدك عن الناظرين



ارادوا بشتى الطرق ان يخفوا مرقدك عن الناظرين ما علموا انك متربع على عرش القلوب.
لوحظ في الاونة الاخيرة وبشكل متسارع انشاء مباني متعددة الطوابق تحيط بمرقد امير المؤمنين الامام علي (ع) وتلك المباني تعدى ارتفاع بناؤها الصحن الشريف والقبة المقدسة. فقد اصبح الزائر على بعد بضعة أمتار ولا يستدل على المرقد الشريف وكأن القانون في زمن النظام السابق كان منصفاً فقط في هذا الجانب!
حيث ان جميع الدوائر ذات العلاقة كانت لا تعطي الموافقات الرسمية لأصحاب تلك البنايات وفي حال مخالفة تلك التعليمات يعرض المخالف للمسائلة القانونية.
وهنا سؤال يطرق أذهاننا من المتسبب في اخفاء معالم مرقد سيد البلغاء (ع)؟
هل هي مديرية بلدية النجف الاشرف؟ والتي كانت في الوقت المنصرم لا تعطي الموافقة على اجازات البناء الا لثلاث طوابق فقط أصبحت تعطي الموافقات بغض النظر عن القانون السابق ونحن نعلم ان كافة دوائر الدولة تعمل بالقوانين السابقة قبل عام 2003م واذا كان هناك تعديل للقانون السابق لماذا لم يراعي من قام بالتعديل هذا، قدسية المكان وبذلك تكون مديرية البلدية المسؤول المباشر عن تفاقم هذه الظاهرة، وكذلك تعتبر مديرية التسجيل العقاري والطابو هي أيضا تتحمل بعض المسؤولية، كونها تمنح بعض الموافقات، لإنشاء تلك البنايات.
اما ديوان الوقف الشيعي والهيئة العامة للمزارات الشيعية كذلك تقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى كون تلك الدوائر هي المسؤول المباشر عن المراقد المقدسة والحفاظ على قدسيتها والدفاع عن معالمها.
وظاهرا ان هذه البنايات التي أقيمت وتقام في جوار المرقد الشريف وبالهيكلية المذكورة، تعتبر اعتداء على قدسية الإمام الطاهر علي بن أبي طالب (ع).
ومما لا يخفى هنالك مسؤولية تتحملها إدارة العتبة العلوية المقدسة، فهي منذ عام 2003م والى يومنا هذا لم نشهد لها تحرك جاد إلا بشكل بسيط جدا باتجاه شراء البنايات المجاورة للصحن الحيدري بهدف التوسعة أو التطوير أو الاستثمار أو إبراز المرقد للوافدين عن بعد، رغم الموارد الكبيرة العينية والمالية الخاصة الواردة لخصوص العتبة العلوية المقدسة ولا يوجد شيئا مما ذكر من تطور وغيره.
كما هو الحال في العتبتين الحسينية والعباسية، اللتان قامتا بشراء البنايات المجاورة والفنادق لغرض توسعة المرقدين المطهرين، وكذلك إنشاء شركات نقل وشركات مقاولات وشركــــــات استثمارية ومعـــــــامل ومصانع تعود جميعها بالربح الوفير على العتبتين والمضي إلى ابعد من ذلك فقد تعدى الاستثمار الحدود الجغرافية للبلاد إلى دول عالمية.
وبعد الاستطلاع لرأي بعض المواطنين حمل أصحاب تلك البنايات هذه المسؤولية، حيث عبروا عنهم بأنهم ابتاعوا دينهم عندمــــا قدموا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الدين والمذهب فهم بقصد او بدون فالنتيجة واحدة!! كونهم ساهموا بإخفاء معالم باب مدينة العلم. وهو اليوم يحارب كما كان في الماضي من قبل المدعين في إتباعه، رغم إننا نسمع أصواتً منهم تؤكد ولاؤهم إلى أمير المؤمنين (ع) ومذهبه، لكنهم على ارض الواقع بعيدين كل البعد عن هذا الولاء، لكون حبهم وطمعهم في الدنيا دفعهم لبيع آخرتهم بشراء دنياهم، (وبخس تلك التجارة). ونتساءل هل هذه الأسباب التي ذكرناها جميعها مشتركة في انتشار تلك الظاهرة (البنايات العالية) ام هناك ايادي خفية تريد طمس معالمنا وأماكننا المقدسة. {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق